عملية الليزك للعيون هي واحدة من أقدم وأشهر العمليات التي تُجرى في مجال تصحيح عيوب الإبصار، ولا يعني بقولنا إنها العملية الأقدم أنه لا يفضّل استخدامها في وقتنا الحالي، أو أن هذه التقنية لم يَعد يُعتمد عليها.. بل إن هذه العملية -رغم قدمها- ما زالت هي الخيار الأول للكثير من الأطباء، بل وقد تكون هي الخيار الأفضل للكثير من الحالات التي تعاني من عيوب الإبصار.. إذ إن سعر عملية الليزك يعتبر منخفضًا بنسبة كبيرة عن تقنيات تصحيح النظر الأخرى.

نتعرف من خلال السطور التالية على طبيعة عملية الليزك للعيون لضعف النظر،

والحالات التي يُمكنها الخضوع لهذا الإجراء والحالات الممنوعة منه.

ما هي عملية الليزك للعيون؟

إن وظيفة العين هي الرؤية، وتحصل الرؤية من خلال عدّة مراحل،

تبدأ هذه المراحل بسقوط الضوء المنعكس من الأجسام على سطح القرنية -وهي الجزء الشفاف الأمامي في العين-،

وتعمل هذه القرنية على كسر الضوء الساقط من جميع الاتجاهات وتركيزه على عدسة العين الداخلية

التي تقوم بمساعدة القرنية على تركيز الضوء على شبكية العين حتى يرى الإنسان الجسم الذي يواجهه (الشبكية هي مجموعة من الأنسجة التي تبطّن قاع العين،

والتي تتكون من مجموعة من الخلايا الحسّية التي تترجم الصور المرئية إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب البصري إلى العقل،

وبمجموع هذه المراحل تحدث عملية الإبصار).

ولكن ما علاقة ذلك بـ عملية الليزك للعيون؟

في بعض الأحيان قد يحدث خلل في عملية الإبصار ولا ينكسر الضوء ويتركز بصورة صحيحة على الشبكية،

فأحيانا يتركّز خلف الشبكية أو أمامها أو في عدة نقاط عليها، بما يعرف باسم عيوب الإبصار الانكسارية (طول النظر وقصر النظر والاستجماتيزم).

وتُجرى عملية الليزك للعيون لتصحيح هذه العيوب الانكسارية عن طريق التعديل على سطح القرنية،

بما يسمح بتركيز الضوء على الشبكيّة بصورة صحيحة، أي في نقطة واحدة على الشبكية،

وتُجرى بصورة رئيسية بهدف التخلص من النظارات الطبيّة والعدسات الطبيّة اللاصقة.

وتقنية (الليزك – Lasik) هي تقنية تعتمد على المشرط الجراحي والليزر لتصحيح وتعديل سطح القرنية،

وذلك عن طريق عمل طيّة أو Flap باستخدام المشرط، ومن ثم نوع من أنواع الليزر مباشرة على القرنية لتصحيح شكلها.

ولكنّ اختيار عملية الليزك للعيون لضعف النظر ونوع الليزر المستخدم في عملية التصحيح لا يتم إلا بعد التأكد من توافر بعض الشروط في المريض، وسنتعرف على هذه الشروط والأشخاص المرشحين لهذا الإجراء من خلال الفقرات التالية.

ما هي شروط العملية؟ هل أنت مرشح جيد لها؟

يظن البعض أن عملية الليزك هي إجراء بسيط يمكن الخضوع له تحت أي ظروف وفي أي وقت،

مثله مثل ارتداء العدسات اللاصقة -على سبيل المثال-، ولكن في الحقيقية يختلف الوضع تمامًا في عمليات الليزك،

وخاصّة أنها تعتبر من أهم جراحات العيون، إذ يجب أن تتوافر عدّة شروط في المريض المرشّح لهذا الإجراء.

تتمثل شروط العملية في الآتي:

  • أن تكون عين المريض خالية من أي أمراض قد تؤثر على نتائج العملية، مثل التهابات العين والجفاف المزمن والأمراض الوراثية، فحين يكتشف الطبيب أيًا من هذه المشكلات لدى المريض فإنه يقوم بمعالجتها أولًا حتى استقرار الوضع الطبيعي للعين، ومن ثم اتخاذ قرار إجراء العملية إذا توفّرت باقي الشروط.
  • يجب أن يتمتّع المريض بصحة عامّة جيّدة، إذ من المحتمل أن يتعرّض للإصابة بإحدى أنواع العدوى، ولذا يجب أن يكون جسمه قادرًا على مقاومة هذه العدوى، ولذلك يسأل الطبيبُ عن الحالة الصحيّة للمريض وما إذا كان مصابًا بأي أمراض مزمنة، مثل السكّري وارتفاع ضغط الدم.
  • أن يتجاوز عمر المريض 18 -أو 21- عامًا، أو بمعنى آخر، أن يبلغ المريض العمر الذي يثبت فيه النظر وتتوقف القرنية عن النمو أو التغيّر، لأنه كلما كان عمر المريض صغيرًا فمن المتوقّع أن تحدث تغيّرات في القرنية حتى بعد الخضوع لـ عملية الليزك للعيون، وحينها سيضطر المريض لارتداء النظارات الطبيّة مرة أخرى.

تتمثل ايضا شروط العملية في الآتي:

  • بحسب منظمة الغذاء والدواء، يجب ألا يزيد مقدار طول النظر لدى المريض عن +6، وألا يتجاوز مقدار قصر النظر لدى المريض -12، كما يجب ألا يتجاوز مقدار الاستجماتيزم الـ 6 درجات.
  • ثبات النظر لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 12 شهرًا، ويفضّل الكثير من الأطباء أن تتجاوز هذه المدّة الـ 18 شهرًا.
  • يفضّل ألا تكون المرأة حاملًا، وذلك لأنه في فترة الحمل تتغير نسبة الهرمونات بصورة كبيرة في جسم المرأة، مما قد يؤثر على نتائج العملية أو فحوصات ما قبل العملية.
  • ألا يقل سمك القرنية عن 500 إلى 540 ميكرون، وهذا هو أهم شرط يساعد افضل دكتور عيون في مصر على تحديد ما إذا كان المريض مرشحًا جيدًا للعملية أم لا، وما إذا كانت عملية الليزك التقليدية تصلح له أم أنه يحتاج إلى إجراء آخر بسبب ضعف سمك قرنيته.

فإذا توفّرت كافّة هذه الشروط في المريض، فإنه يكون مرشحًا جيدًا للعملية،

وعلى الطبيب أن يعلمه بكافّة التفاصيل المتعلقة بالعملية، بداية بفحوصات ما قبل العملية،

مرورًا بالتقنية التي سيستخدمها الطبيب في الإجراء (والتي سيتحدد القدر الأكبر من التكلفة بناءًا عليها)،

ومن ثم يعلمه بتفاصيل فترة النقاهة بعد العملية ويجيبه عن جميع الأسئلة التي تطرأ في ذهنه،

مثل “متى تلتئم القرنية بعد عملية الليزك؟”، و “كيف احافظ على نظري بعد عملية الليزك؟”.

كيف تجرى عملية الليزك للعيون لضعف النظر؟

قد تظن بعد معرفتك لشروط عملية الليزك أنها عملية كبيرة وتضمن العديد من الصعوبات،

ولكن في الحقيقة تعتبر هذه العملية من أسهل وأسرع جراحات العيون، فتتم بالكامل في غضون عدّة دقائق،

ولا تتطلب الخضوع إلى تخدير عام، ويتمكّن المريض من العودة إلى منزله بعد ساعتين من العملية.

وتمر خطوات إجراء العملية بالآتي:

  • تخدير العين موضعيًا بواسطة القطرات، فلا داعي للخوف من احتمالية الشعور بالألم، فأثناء العملية لن تشعر بأي ألم.
  • استخدام المشرط الجراحي (الميكروتوم) لعمل شق في القرنية ورفع طيّة رقيقة للغاية.
  • تنزيل أشعة الليزر على قرنية المريض (ويختار الطبيب النوع المناسب حسب حالة المريض والمشكلة البصرية التي يعانيها).
  • إعادة طيّة القرنية إلى وضعها الطبيعي مرةً أخرى.

تعاد نفس هذه الإجراءات في العين الأخرى للمريض، ومن ثم ينتظر لساعة أو ساعتين في العيادة حتى يطمئن الأطباء على نجاح العملية، ومن ثم يتمكّن من الذهاب إلى المنزل مباشرة.

ويجب التنويه على أنه ينبغي للمريض أن يصطحب أحد أفراد العائلة أو أحد أصدقائه حتى يستعين به وقت العودة إلى المنزل،

إذ يمنع على المريض أن يقود السيّارة في الساعات الأولى بعد عملية الليزك للعيون،

إذ تكون الرؤية مشوّشة وضبابية بسبب تأثير الليزر على سطح القرنية الخاصّة بالمريض.

وتؤكد الدكتورة هالة وهبة -استشاري طب وجراحة العيون- أن نتائج عملية الليزك للعيون التقليدي تظهر سريعًا،

ولكن بصورة تدريجية، وذلك بداية من اليوم الذي يخضع فيه المريض للعملية،

ويتحسن بنسبة تتجاوز الـ 70% في اليوم التالي للعملية، حتى يستقر النظر تمامًا في غضون 3 أشهر فقط.