المياه البيضاء في العين هي عبارة عن عتامة تصيب عدسة العين الداخلية المكوّنة من سوائل شفّافة تسمح بمرور الضوء إلى الشبكية، وذلك لعدّة عوامل، أشهرها التقدم الطبيعي في العمر. تُعالج هذه المشكلة ويستعيد المريض قدرته على الرؤية بوضوح من جديد من خلال عملية المياه البيضاء في العين عن طريق الفيمتو ليزر أو الفاكو أو الجراحة التقليدية على يد أطباء افضل مركز عيون فى مصر.

في هذا المقال نلقي الضوء على أهم التفاصيل الخاصة بـ احدث علاج للمياه البيضاء (تقنية الفاكو)، ونوضّح الإجراءات الخاصّة بهذه العملية، والمدة التي تستغرقها فترة النقاهة حتى يحصل المريض على أعلى كفاءة للرؤية بعد العملية.

ما هي عملية المياه البيضاء في العين؟

عرفنا من خلال السطور الماضية أن المياه البيضاء هي عتامة تصيب عدسة العين الداخلية، أي العدسة التي من المفترض أن تكون ذات شفافية عالية تسمح بمرور الضوء من خلالها حتى يصل إلى الشبكية.

وللسماح للضوء بالمرور مرة أخرى إلى الشبكية واستعادة القدرة على الإبصار وممارسة الأنشطة اليومية المعتادة يجب إزالة هذه العتامة أو الضبابية. ولسوء الحظ، لا يوجد أي طريقة دوائية أو علاج بالقطرات يساهم في استعادة شفافية عدسة العين مرة أخرى.

ولكن الحل الوحيد لهذه المشكلة في وقتنا الحالي هو عملية المياه البيضاء في العين..

عملية المياه البيضاء هي إجراء يتم في إزالة العدسة المعتمة -تفتيتها وسحبها من العين-، وزرع عدسة أخرى صناعية لها نفس خصائص عدسة العين الطبيعية، ومصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الجسم، ولا تؤدي إلى حدوث رفض مناعي.

ولكن هل جميع المصابين بالمياه البيضاء يجب أن يخضعوا لعملية المياه البيضاء؟ أم أن قرار إجراء العملية يُمكن تأجيله أو الاستغناء عنه تمامًا؟

متى نلجأ لـ عملية المياه البيضاء في العين؟

بداية، يجب التوضيح أن مرض المياه البيضاء هو مرض يتطور مع مرور الوقت،

أي أنه في أغلب الحالات قد لا يلاحظ المريض أنه مصاب بهذا المرض، أو أنه بحاجةٍ إلى زيارة طبيب العيون.

وغالبًا ما يتم اكتشافه مصادفة أثناء الفحوصات الدورية للعين، أو بعد تفاقم أعراض المياه البيضاء.

تؤثر المياه البيضاء على جودة الرؤية الخاصّة بالمريض، فيعاني المريض من تشوش الرؤية وضبابيتها،

وربما يجد انزعاجًا شديدًا أثناء قيادة السيّارة ليلًا، أو تصفح الأجهزة اللوحية وقراءة الكتب.

وفي الحالات الأولية من المياه البيضاء يُمكن علاج المشكلة عن طريق ارتداء النظارات الطبيّة والعدسات اللاصقة، والتي يمكنها تحسين كفاءة الرؤية بنسبة كبيرة. ولكن في الحالات المتقدّمة من المياه البيضاء لا يكون هناك حلٌ سوى إجراء عملية المياه البيضاء في العين.

ملحوظة: إن اتخاذ قرار إجراء عملية المياه البيضاء لا يتوقّف على فحص قياس حدّة البصر،

إذ إن مشكلة ضعف حدّة البصر يمكن علاجها بالنظارات الطبيّة مثلا،

ولكن حالة المريض وطبيعة عمله وظروف حياته اليومية ومدى تأثير المياه البيضاء على جودة حياته هي العامل الأهم في تحديد قرار إجراء العملية من عدمه.

وبذلك نعرف أنه يمكن تأجيل قرار إجراء العملية حتى بعد تشخيص المريض بالمياه البيضاء،

ويكتفي الطبيب فقط حينئذ بالمتابعة الدورية للمريض لمتابعة تطور المرض وتأثيره على نمط حياة المريض.

ما قبل عملية المياه البيضاء في العين

إذا قرر جرّاح العيون المتخصص أن المريض بحاجة لعملية المياه البيضاء فحينئذ يجب أن يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات العامّة والخاصة، وذلك مثل فحوصات الدم، وفحص حدة الإبصار، والفحوصات التي تبيّن التشوهات البصرية التي يعانيها المريض.

وبناءًا على الفحوصات التي تسبق إجراء عملية المياه البيضاء في العين يتم تحديد نوع العدسة المناسبة للمريض، والتي سيتم زراعتها أثناء العملية.

ما هي أنواع عدسات المياه البيضاء؟

تطورت العدسات التي يتم زراعتها في العين أثناء عملية المياه البيضاء تطورًا كبيرًا،

فبعد أن كان النوع المتوفّر هو العدسات أحادية البؤرة (عدسات تساهم في تحسين الرؤية البعيدة فقط،

ويظل المريض محتاجًا لنظارة القراءة لرؤية المسافات القريبة)،

بات هناك العديد من الأنواع التي يمكنها تحسين الرؤية في مسافات مختلفة،

بل وتحسين كفاءة الرؤية الليلية وعلاج بعض التشوهات البصرية التي يعانيها المريض.

ومن أشهر أنواع عدسات المياه البيضاء:

  • العدسات أحادية البؤرة، وهي كما وضحنا تساهم في تحسين الرؤية في المسافات البعيدة فقط.
  • عدسات متعددة البؤر، وهي عدسات تساهم في تحسين كفاءة الرؤية في المسافات القريبة والبعيدة والمتوسطة.
  • عدسات تكيفيّة، وهي من أحدث العدسات المستخدمة في عملية المياه البيضاء، ومن اسمها هي عدسات “تكيفيّة”، أي تتأقلم وتحسّن الرؤية في مختلف المسافات، ولكنها تحتاج وقتًا طويلًا نسبيًا حتى يتأقلم العقل معها.
  • عدسة التوريك (Toric)، وهي العدسات المصححة للاستجماتيزم.
  • العدسات اللا كروية، وهي من أنواع العدسات المصححة لبعض التشوهات البصرية، إذ تساهم في تحسين الرؤية الليلية وتحسن من كفاءة وجودة تباين الألوان.

ملحوظة: هذه هي أشهر أنواع عدسات المياه البيضاء، ولكن بعض المراكز الطبيّة يعتمدون على عدسات مصنوعة من مواد رديئة، أو عدسات مجهولة المصدر لتخفيض سعر عملية المياه البيضاء “بصورة تحايلية”، ولذا يجب أن تسأل طبيبك عن نوع العدسات المستخدمة في العملية، والبلد المصنّعة لها حتى لا تقع فريسة للعروض الوهمية المنتشرة في الكثير من المراكز غير المعتمدة.

ما هي طرق إجراء عملية المياه البيضاء في العين؟

قديمًا كان هناك طريقة واحدة لإجراء عملية المياه البيضاء، ألا وهي الجراحة التقليدية،

وفيها كان الطبيب يستخدم المشرط الجراحية لعمل شق جانبي طويل نسبيًا بجوار القرنية،

ومن ثم إزالة عدسة العين المعتمة بالكامل، وزرع عدسة أخرى مكانها.

وكان من الضروري أن ينتظر الطبيب حتى تتحجّر العدسة أولًا (أو فيما يعرف في اللغة الدارجة “حتى تستوي العدسة”)، حتى يتمكّن من إزالتها قطعةً واحدة.

احدث علاج للمياه البيضاء

أما في وقتنا الحالي، فقد اكتشف الأطباء طريقتين هما الأفضل والأأمن للتخلص من المياه البيضاء، وهما:

عملية المياه البيضاء في العين بالليزر (الفيمتو كتاركت)

تجرى هذه العملية عن طريق ليزر الفيمتو ثانية الذي يساعد في عمل ثقب غاية في الدقّة بجوار القرنية،

ومن ثم تسليط الليزر على العدسة المعتمة لتفتيتها، ومن ثم سحبها من محفظة العدسة وتنظيفها جيدًا لتأهيلها لاستقبال العدسة الجديدة.

عملية المياه البيضاء في العين بالموجات فوق الصوتية (الفاكو)

تعتبر هذه التقنية هي الأحدث، وتعتمد على الموجات فوق الصوتية عالية التردد،

حيث يتم تسليط هذه الموجات من قبل جهاز الفاكو على عدسة العين مباشرة لتفتيتها،

ومن سحبها من العين أيضًا وتنظيف محتويات العدسة حتى يتم زراعة العدسة الجديدة في العين.

كم تستغرق فترة النقاهة من عملية المياه البيضاء؟

يرتدي المريض الضمادة على عينيه لعدّة ساعات بعد العملية، ومن ثم يزيلها في نفس اليوم،

ويتحسن النظر تدريجيًا خلال الأسبوع الأول من العملية.

وتؤكد الدكتورة هالة وهبة -استشاري طب وجراحة العيون- أنه عادة لا تستغرق فترة النقاهة سوى 4 أيام فقط وبعدها يتمكّن المريض من العودة لممارسة أنشطة حياته اليومية بصورة طبيعية، مع الالتزام بالقطرات الموصوفة من قبل الطبيب المُجري للعملية.