تشير الإحصائيات العالمية إلى أنَّ أكثر من 50 مليون شخصًا -أي ما نسبته 2% من سكان العالم- مصابون بمرض المياه الزرقاء، وهو أحد أمراض العيون الخطيرة التي تؤثر سلبًا في وظائف العصب البصري الموجود في قاع العين.
إنّ تجاهُل علاج المياه الزرقاء في العين أو تأخيره يؤدي إلى تطور مرحلة المرض، وقد يصل الأمر في النهاية إلى الفقدان الكامل للنظر، لذلك وجب توضيح أعراض ذلك المرض وبيان أبرز وسائل علاجه فيما يلي.

لمحة سريعة عن المياه الزرقاء (الجلوكوما)

المياه الزرقاء هي ارتفاع مستمر في مستوى ضغط العين يؤدي إلى ضمور العصب البصري،

وهو عصبٌ يرسِل الإشارات العصبية إلى المخ الذي يترجِم تلك الإشارات إلى صور مرئية واضحة.

يرجّح الأطباء أن عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بالمياه الزرقاء تتمثل في: الوراثة، وقصر أو طول النظر الشديد، وتقدم السن، والإصابة بالسكري.

أنواع المياه الزرقاء

هناك نوعان من المياه الزرقاء (الجلوكوما)، النوع الأول هو المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية، والنوع الثاني هو المياه الزرقاء مُغلقة الزاوية.

المياه الزرقاء مغلقة الزاوية (Closed-angle glaucoma)

حالة تؤدي إلى انغلاق الزاوية الموجودة بين القرنية والقزحية -الجزء الملون من العين- نتيجةَ تقدّم القرنية إلى الأمام.

عندما تُغلَق تلك الزاوية، تنسد القنوات المُختَّصة بتصريف سائل العين مما يؤدي إلى تراكمه، يَلِي ذلك ارتفاع ضغط العين.

إنَّ المياه الزرقاء ذات الزاوية المُغلقة هي الأكثر خطورةً، وقد أطلق العلماء على هذا النوع من الجلوكوما اسم “سارق النظر” لأنه يؤدي إلى ضمور العصب البصري ومن ثمّ العمى إذا لم ينخفض ضغط العين في أسرع وقت مُمكن.

المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية (Open-angle glaucoma)

هي النوع الأكثر انتشارًا بين المرضى، لكنها الأقل ضررًا،

ويمكن تلخيص تعريفها بتوضيح أنَّ المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية تصيب الإنسان نتيجةَ انسداد فتحات الشبكة التربيقية،

وهي عبارة عن نسيج إسفنجي (Spongy tissue) مسؤول عن تصريف سائل العين.

سمي هذا النوع من المياه البيضاء “مفتوح الزاوية” لأن الزاوية الموجودة بين القرنية والقزحية لدى المرضى المصابين به تكون مفتوحةً.

أعراض المياه الزرقاء في العين

قد لا تظهر أي أعراض على المرضى المُصابين بالمياه الزرقاء مفتوحة الزاوية في بداية الإصابة، لكن في بعض الحالات،

قد يشعر المريض بأعراض واضحة، مثل: تشوُّش الرؤية، ورؤية الألوان باهتةً. وتختلف شدة الأعراض تبعًا لدرجة تلف العصب البصري.

أما المياه الزرقاء مغلقة الزاوية، فإنَّ أعراضها شديدة الإزعاج وتظهر على المريض في هيئة:

  • ألم في العين.
  • صداع شديد ومستمر.
  • القيء والغثيان نتيجةَ الصداع غير المُحتمل.

أفضل أساليب علاج المياه الزرقاء في العين

يهدف علاج المياه الزرقاء في العين -في المقام الأول- إلى الحفاظ على وظائف العصب البصري ومنع ضموره، وبالتالي تفادي الإصابة بالعمى.

هناك أساليب متنوعة تسهم في علاج هذا المرض وتمنع تطور مراحله، ويمكن توضيحها على النحو التالي:

استخدام أدوية علاج المياه الزرقاء (في هيئة قطرات)

تبدأ الرحلة العلاجية عبر وصف قطرات عيون تَخفِض مستوى ضغط العين وتنظمه مما يسهم في تخفيف الضغط الواقع على العصب البصري.

قد لا تصلح تلك القطرات لعلاج جميع الحالات المرضية، إلى جانب أنها تتطلب التزامًا شديدًا من المريض بشأن مواعيد الاستخدام وعدد الجرعات، لذلك قد يلجأ الطبيب إلى إجراء علاجي آخر أكثر فاعلية.

علاج المياه الزرقاء بالليزر

قد تستهدف تقنية الليزر علاج الجلوكوما مفتوحة الزاوية كذلك ولكن عبر تسليط أشعة الليزر على الشبكة التربيقية المسدودة من أجل توسعة فتحاتها المسدودة والسماح بتصريف سوائل العين.

في بعض الحالات القليلة، قد يوصي الطبيب مريضه باستخدام قطرات علاج المياه الزرقاء بعد تطبيق تقنية الليزر؛

فالجَمع بين وسيلتين علاجيتين يحسن من النتائج ويرفع نسب الشفاء.

التدخل الجراحي (عملية علاج المياه الزرقاء)

إذا فشلت قطرات العيون وتقنية الليزر في علاج المياه الزرقاء في العين، يلجأ الطبيب المختَّص

إلى إجراء تدخل جراحي دقيق في العين يقوم على تركيب أنابيب صغيرة تعمل على تصريف كمية السوائل الزائدة عن الحد، بالتالي ينخفض مستوى ضغط العين.

ما نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء؟

إنَّ نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء مرتفعة، فهذه الجراحة تحقق نتائج علاجية جيّدة

وتحافظ على وظائف العصب البصري طالما تم تشخيص المريض مبكرًا وخضع للجراحة في الوقت المناسب قبل تطور الأعراض.

نضيف أنَّ خبرة طبيب العيون لها دور كبير في نجاح خطة علاج المياه الزرقاء في العين، فإذا كان الطبيب صاحب رصيد كبير من العلم والخبرة، سوف يتمكن من استخدام أدوات التشخيص بدقة شديدة ليُقيّم حالة المريض فيختار وسيلة العلاج الأنسب والأفضل.

كم تكلفة عملية المياه الزرقاء في مصر؟

تتبايَن تكلفة عملية المياه الزرقاء في مصر بحسب عوامل عدّة،

منها جودة التجهيزات الطبية الموجودة في مركز العيون مثلًا، إلى جانب عدد سنوات خبرة الطبيب،

وتكلفة فحوصات العين المختلفة التي تجرى للمريض في مرحلة التشخيص،

بما في تلك الفحوصات من: فحص قاع العين الهادف إلى تقييم حالة العصب البصري والشبكية، وقياس مستوى ضغط العين.  

كيف أحصل على أفضل النتائج العلاجية؟

إنَّ الذهاب إلى افضل دكتور عيون بالقاهرة هو الخطوة الأهم في الحصول على نتائج فعالة بعد الخضوع لأي جراحة حساسة في العين، لذلك ننصحك باختيار الدكتورة هالة وهبة -استشاري طب العيون- نظرًا لما تمتلكه من خبرة كبيرة في مختلف أساليب علاج المياه الزرقاء في العين.

تذكر أنَّ..

المياه الزرقاء مرض يتداخل مع وظائف العصب البصري مؤديًا إلى ضموره،

وينبغي العلم أنَّ الخلايا والألياف العصبية لا تتجدد، ما يَعني أنَّ ضمور العصب البصري مشكلة تؤدي إلى العمى ولا يمكن علاجها، لذلك ننصح بالخضوع لـ علاج المياه الزرقاء في العين مبكرًا.

سوف تساعد فحوصات العين المنتظمة على تشخيص أمراض العيون مبكرًا،

ونحن ننصح كل مَن يمتلك تاريخًا وراثيًا من الإصابة بالمياه الزرقاء أو أحد أمراض العيون الأخرى بالخضوع لفحص العين الدوري.

لحجز موعد للفحص تحت إشراف الدكتورة هالة وهبة في العيادة، ما عليكَ إلا التواصُل مع فريق السكرتارية عبر الأرقام الموضحة على الموقع الإلكتروني لتحديد الموعد الأنسب لك.