يبحث الكثير من الناس عن علاج القرنية المخروطية، فهي أحد أشهر أمراض العيون وأكثرها شيوعًا. وقد يبدأ البعض في البحث عن طرق العلاج فور ظهور الأعراض الأوّلية لهذا المرض خوفًا من تطوره الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أو إلى تعقيد طرق العلاج.. فمع اهتمام المرضى في بداية المرض واستشارتهم لـ افضل دكتور عيون في مصر يمكن إيقاف تدهور القرنية المخروطية بطرق علاجية بسيطة، ولكن مع الإهمال قد يصل الأمر إلى الحاجة إلى زرع القرنية!

نتعرف معًا من خلال هذا المقال على طبيعة مرض القرنية المخروطية والطرق التي يتّبعها الأطباء لإيقاف تطوره وتحسين كفاءة الرؤية لدى المريض.

ما هي طبيعة مرض القرنية المخروطية؟

قرنية العين عبارة عن نسيج شفاف له درجة تحدّب معيّنة، وفي بعض الأحيان قد يحدث ضعف خلقي في تكوين هذه الأنسجة،

مما يتسبب في تمددها، وتحول شكل القرنية إلى الشكل المخروطي، مما يتسبب في انكسار الضوء بشكل غير منتظم،

وبالتالي لا يتركّز الضوء المنعكس من الأجسام على شبكية العين في نقطة واحدة،

بل تتكون عدّة صور للجسم الواحد على الشبكية.. وهو ما يُعرف بالاستجماتيزم غير المنتظم.. وتسمّى هذه المشكلة “القرنية المخروطية”.

إن القرنية المخروطية مرضٌ لا يحدث في يوم وليلة، بل يتطور مع مرور الوقت،

وربما يستغرق عدّة سنوات حتى تبدأ أعراض القرنية المخروطية في الظهور،

ومن ثم تظهر الحاجة إلى البحث عن علاج القرنية المخروطية.

هل مرض القرنية المخروطية وراثي؟

لم يجزم الأطباء بأن يكون مرض القرنية المخروطية وراثيًا، ولكن الثابت هو أن هناك بعض العوامل قد تزيد من تطور المرض،

مثل فرك العينين باستمرار، كما أن الأشخاص المصابين بالحساسية الموسمية هم الأكثر عرضة للإصابة بالقرنية المخروطية أو لظهور أعراضها في وقتٍ مبكّر.

التشخيص هو الخطوة الأهم في العلاج

لا يُكتشف مرض القرنية المخروطية خلال فحوصات العين التقليدية، مثل فحص حدة الإبصار،

ولا يُكتشف أيضًا بالعين المجردة، ولكن هناك عدّة أعراض قد تستدعي ذهاب المريض إلى الطبيب المتخصص للخضوع للفحص الخاص بالقرنية المخروطية، وهو فحص “طوبوغرافيا القرنية”.

ومن أهم الأعراض التي تدل على الإصابة بالقرنية المخروطية:

  • الحاجة إلى تغيير قياسات النظّارة الطبيّة خلال فترات زمنية قصيرة.
  • زيادة في الاستجماتيزم مع قصر النظر.

ويعتبر فحص طبوغرافيا القرنية بمثابة الخريطة التي توضّح للطبيب الطريقة المناسبة التي سيتّبعها في علاج القرنية المخروطية.

طرق علاج القرنية المخروطية

وضّحنا فيما سبق أن مرض القرنية المخروطية من الأمراض التي تطور مع مرور الوقت،

مما يعني أن المرض يمر بعدّة مراحل، وبناءًا على ذلك تختلف طريقة العلاج وفقًا للمرحلة التي تم اكتشاف المرض فيها.

مراحل العلاج:

المرحلة الأولى:

في حالة اكتشاف مرض القرنية المخروطية في مراحله المبكّرة (أي المرحلة التي يتحسّن فيها نظر المريض مع ارتداء النظّارات الطبية ولا يشعر بالانزعاج) يعتمد العلاج على استخدام العدسات اللاصقة الصلبة.

والعدسات الصلبة ليست مثل العدسات اللاصقة التقليدية، إذ إن وظيفتها هي إعادة درجة تحدب القرنية إلى وضعه الطبيعي بنسبة كبيرة.

ولكن لسوء الحظ، لا يُمكن الاعتماد على العدسات الصلبة بشكل كامل في حالات القرنية المخروطية،

إذ إن العدسات لا تُعالج انحراف القرنية والاستجماتيزم غير المنتظم، كما أنها لا تمنع من تطور المرض مع مرور الوقت.

المرحلة الثانية:

تشابه هذه المرحلة مع سابقتها في أن المريض يتحسّن نظره مع ارتداء النظّارات الطبيّة،

ولكن في هذه المرحلة لا تجدي العدسات الصلبة، ولا يكون لها نتيجة مرضية في العلاج،

وحينها يتم اللجوء إلى واحدة من أهم طرق علاج القرنية المخروطية،

ألا وهي عملية تثبيت القرنية المخروطية (Cross Linking – عملية القرنية المخروطية بالليزر).

وتهدف هذه العملية إلى تقوية نسيج القرنية وإعادته إلى وضعه الطبيعي لإيقاف تطور مرض القرنية المخروطية مرة أخرى.

وذلك عن طريق تسليط الأشعة فوق البنفسجية على القرنية بعد وضع قطرات الريبوفلافين.

ويساهم علاج القرنية المخروطية بالليزر في إنشاء روابط جديدة بين ألياف الكولاجين المكوّنة للقرنية، وبالتالي يصير نسيج القرنية قويًا ولا يقبل التمدد.

المرحلة الثالثة:

عندما يتطور المرض حتى يصل إلى المرحلة التي لا يتحسّن فيها النظر حتى مع ارتداء النظارات الطبيّة

فإن ذلك يعني أن درجة تحدب القرنية قد ازدادت للغاية، وباتت هناك حاجة إلى تعديل سطح القرنية وإعادة درجة تحدبها إلى وضعها الطبيعي.

ويتم تحقيق هذا الأمر من خلال عملية زراعة الحلقات للقرنية المخروطية،

وفي هذه العملية يتم عمل نفق في القرنية بالاستعانة بليزر الفيمتو ثانية، وزراعة الحلقات داخل هذا النفق،

لتقوم بدورها بتقليل درجة تحدّب القرنية والتخلص من الشكل المخروطي.

ومما يجدر بنا الإشارة إليه، هو أن تكلفة عملية القرنية المخروطية بالليزر تعتبر أعلى من تكلفة العدسات الصلبة،

وتكلفة عملية زراعة الحلقات أعلى من تكلفة تثبيت القرنية بالليزر..

وهذا مما ينبّه على ضرورة اللجوء إلى طبيب العيون المتخصص فور ظهور أعراض المرض،

حتى يتم العلاج في وقت مبكّر، ولا يضطر المريض إلى دفع مبالغ طائلة كان في غنى عنها إذا لجأ إلى العلاج مبكرًا،

بل حتى لا يصل إلى المرحلة المتقدمة التي تكون فيها طريقة العلاج معقّدة كما سنوضّحها لكم في السطور القادمة.

المرحلة الرابعة:

المرحلة الرابعة هي المرحلة الأكثر خطورة، وفيها يتعرض نسيج القرنية للتمدد بصورة كبيرة،

حتى يصير رقيقًا، وحينها لا يمكن علاج القرنية المخروطية إلا عن طريق عملية زراعة القرنية.

إن زراعة القرنية هي الحل الأخير لعلاج مشكلة القرنية المخروطية، ولها طريقتان:

  • زراعة القرنية الكلّية: في هذه العملية يتم استبدال كافّة أنسجة القرنية بقرنية أخرى من بنك القرنيات في أمريكا.
  • زراعة القرنية الجزئية: في هذه العملية يتم استبدال الطبقات أو الأنسجة التالفة فقط بأخرى سليمة من قرنية متبرع.

وتعتبر نسبة نجاح عملية زراعة القرنية الجزئية أعلى من الزراعة الكلّية،

وذلك لضعف احتمالية اللفظ المناعي لأنسجة القرنية الجديدة في عملية الزراعة الجزئية مقارنة بالزراعة الكلية.

وعلى كل حال، تؤكد الدكتورة هالة وهبة -استشاري طب وجراحة العيون- على أن مرض القرنية المخروطية يفضّل علاجه في المراحل المبكّرة حتى تكون النتائج مرضية، وتكون نسبة نجاح العلاج مرتفعة. لذا ينبغي عليك إذا كنت مصابًا بهذا المرض أو كان أحد من عائلتك مصابًا بهذا المرض ألا تهمل في الفحص الدوري لعينيك حتى تمنع تطور هذا المرض الذي سيؤثر على نمط حياتك بالطبع!